Thursday, January 29, 2009

سيول ليست بوتقة، لكن ما زالت تنصهر فيها عدة جاليات مهاجرة

إشارات الطرق بالفرنسية، والبنوك اليابانية والإمام الذي يؤدي الصلاة في المسجد والمشجعون النايجيريون لفريقهم الوطني لكرة القدم. وكل هذا التجانس موجود في مدينة سيول. وكانت الجاليات الأجنبية نادرة في كوريا قبل عقود قليلة. ولكن في الوقت الحاضر العولمة أصبحت منتشرة، مما جعلنا نرى واحدا أجنبيا من 100 شخص كوري في العاصمة . وأغلبية الجاليات الأجنبية من الأمريكيين والصينيين والتايوانيون واليابانيين ويأتي بعدهم الفلبينيون والفيتناميون، والمنغوليون،والكنديون، والفرنسيون والإنجليزيون. يقول المكتب الإحصائي الوطني إن 490,000 أجنبي يعيشون في كوريا إبتداء من عام 2005، ويستقر 100,000 شخض منهم مع جالياتهم الكبيرة أو الصغيرة في سيول. قرية "سو راي" شارع مونغ مارت في كوريا قرية " سو راي " الواقعة في بان بو دونغ، سو تشو غو، يسكن فيها 550 فرنسيا من 2,700 فرنسي في كوريا. ويسكن فيها أيضا السكان الناطقون بالفرنسية من البلدان وبخاصة من بلجيكا وكندا وأغلبيتهم من الدبلوماسيين والتجار من الشركات الفرنسية مثل شركة تي جي بي، ورينو سامسونغ ولوريال. ويعرف تل قرية "سو راي" بـ "مونغ مارت" الذي تحييه الفعاليات العامة من قبل السكان كالسوق الخيرية الخاصة في عيد الميلاد. وقد أنشئت هذه القرية في عام 1984 عندما افتتحت المدرسة الفرنسية الوحيدة في كوريا هناك. ومن بين إحدى الخصائص التي تميز القرية الفرنسية عن الأخرى هي أرصفة القرية الزرقاء والبيضاء والحمراء وأصبحت المخابز المحلية ودكاكين النبيذ هناك مكانا مفضلا عند الكوريين بسبب الخبز الفرنسي الأصيل والنبيذ والجبن. وقال خباز في دكان واحد إنه يستورد الدقيق مباشرة من فرنسا ليجعله خبزا متميزا على الخبز الكوري. ومن بين الدكاكين الفرنسية البارزة أربي ميدي ومقهى بتي وكرمات. وعبر نهر "الهان" هناك شارع آخر للأجانب. ويتشكل فيه المجتمع الألماني المكون من نحو 400 ألماني وتوجد في هذا الشارع مدرسة "دي ديتشي شولي" . وهذه المدرسة قريبة من الكنيسة الكاثوليكية بسيول التي تؤدي المراسم الدينية بالألمانية وتقدم الأخباز الألمانية الأصيلة التي تلبي الأذواق الألمانية. وقد افتتح النادي الألماني بسيول في عام 1995 لمساعدة السكان الألمان الجدد وتعقد الإجتماعات الودية مرة في كل شهر. طوكيو صغيرة في سيول يسكن أكثر من 5,000 ياباني في دونغ بو أيتشون دونغ، يونغ سان غو. وهذه الجالية اليابانية معروفة بإحدى أقدم الجاليات الأجنبية بسيول، حيث إستقر عدد كبير من اليابانيين في الشقق العالية قرب النهر منذ أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات. وكذلك الفرنسيين المكونين من الدبلوماسيين والتجار وعوائلهم عاش أغلبهم في كوريا أكثر من خمس سنوات. وتوجد في هذا المكان البنوك، والمستشفيات والسوبرماركت والوسائل الأخرى التي يتم تقديم الخدمات باليابانية. وقالت يوشيدا ساناي من طوكيو وعمرها 37 سنة : أنا يمكن أن أشتري كل المواد الغذائية الأصلية هنا، ويتردد المواطنون الكوريون أيضا على المطاعم اليابانية هنا. وفي ربيع كل سنة، يشارك الكوريون واليابانيون الحب لأزهار الكرز، لكن في دونغ بو إيتشون دونغ هناك موقع ياباني خاص بركوب الأمهات للدراجات مع أطفالهن المحمولين على ظهورهن. وتعود التوترات بين كوريا واليابان إلى القرون القديمة، لكن هذا الجار يبدو أن يكون دائما بالسلام، وقد تزوجت تشو زاكي كويتشي وعمرها 50 سنة من كوري، لكنها تشعر بأن نفسها في البيت هنا. وحول النزاعات بين البلدين، قالت إن تلك القضايا تدور بين بعض السياسيين، وقال إيمامورا وهو متزوج من كورية، إن شعبية المسرحيات الكورية ساعدت اليابانيين على فهم الثقافة الكورية بشكل أفضل. المدينة الصينية في إين تشون كانت سيول محطة لعدد كبير من الجاليات الأجنبية، ومن بينها مدينة إين تشون حيث فيها أقدم مدينة أجنبية في البلاد. والمدينة الصينية قد أسست في مدينة الميناء المشهورة التي ظهر فيها مكتب القنصلية عام 1884 من خلال إفتتاح ميناء "جاي مول بو" في السنة ذاتها. وقد عمل التجار الصينيون بشكل جيد في كوريا خلال فترة الإحتلال الياباني، من خلال تجارة الأعشاب الطبية والحريرة والأوعية الصينية ، من ثم اندلعت الحرب العالمية الثانية والحرب الكورية (1950-53) وتم اتخاذ الإجراءات الصارمة ضد النشاطات الإقتصادية الصينية في الستينات التي سببت تضاءل الأعمال التجارية مما أدى إلى تقليص حجم الجالية . وفي هذه الفترة، تشهد المدينة الصينية نموا مطردا نتيجة لتأثيرات الصين المتزايدة، وتأتي الإستثمارات الرئيسية من هونغ كونغ والأماكن الأخرى، وتبذل الجهود الواعية من قبل مسؤولي المدينة لإعادة المنطقة ليكون مركزا للتجارة والسياحة . وفي مدخل المدينة الصينية باب "فيرو" ذات أربعة أعمدة تشكل بنية بلاط ذي سبعة سقوف بعرض 17 مترا وبإرتفاع 11 مترا. وكان هذا الباب متبرعا من مدينة الميناء الصينية "وايهاي" كإشارة للصداقة نحو الجالية الصينية في مدينة إين تشون. ويسكن حوالي 700 صيني في المنطقة التي تصل مساحتها إلى 36,500 متر مربع، وتشتغل أغلبيتهم في المطاعم والأعمال التجارية. ومن بين المساكن التي يطرزها الأسلوب الصيني التقليدي هي المدرسة الصينية "كونغ فو" التي بنيت في عام 1901, والمركز الثقافي الصيني وبعض الكنائس. وهناك العديد من المخازن التي تبيع السلع والتحف الصينية المميزة، و"جاجيميون" من أكثر المأكولات الصينية شعبية في كوريا وهو صحن معكرونة مناسب للطعم الكوري. كما أنه يمثل مزيجا من الثقافات الصينية والكورية وأصبح رمزا ثقافيا. وفي الحقيقة، فقد تم تعيين أقدم مطعم لجاجيميونغ في كوريا، "غونغ هوا تشون" كتراث ثقافي يحمل الرقم 246، ووضعت الخطة لتحويله إلى متحف "جايجيميون". وتجعل الحواجز اللغوية السكان الفرنسيين يقطنون ضمن الجالية الضيقة، بينما السكان الأمريكيون واليابانيون كان لديهم فرص كبيرة للارتباط بالناس المحليين بسبب إستعمال لغاتهم بشكل واسع عند الكوريين. ولكن العديد من الصينيين هنا ما زال يحتفظ بالمجتمع الكونغفوشوسي في كوريا ويتقن اللغة الكورية عبر مراحل الأجيال بدرجة أن الكوريين غير قادرين على معرفة أصلهم الوطني. اتجاه مكة المكرمة ينطبق من إيتايوون تعد إيتايوون الواقعة في يونغ سان غو بسيول منطقة ذات نكهة أمريكية لأن القاعدة العسكرية الأمريكية تقع في طرفها الشرقي. لكنها أصبحت الآن منطقة متوازنة بفضل تدفق العمال المهاجرين والتجار من آسيا وأفريقيا. إن مسجد سيول المركزي تقدم إليه الجالية الأجنبية. لتأدية الصلاة في المسجد ووجود أكثر من 400 مسلم من باكستان وبانغلادش وأندونيسيا وتركيا ونايجيريا وغيرها من البلدان الأخرى وكل يوم الجمعة يأتون لتأدية الصلاة ولشعائرها الدينية. وتقدم عدة مطاعم أكلات تلك البلدان، وفي أغلب الأحيان يقدم اللحم الحلال من الحيوانات التي تذبح بطريقة صارمة على وفق تعليمات القرآن. البلدة الآسيوية المركزية للروس المنغوليين ، تكتظ سوق "دونغ دلي مون" بسيول بالدكاكين والمطاعم التي تجذب السياح من آسيا الوسطى والشمالية، وبخاصة من روسيا وكازاخستان ومنغوليا. وأغلبيتهم عمال أو تجار مهاجرون. وشارع "أول جي رو" السادس و"كوانغ هي دونغ" في جونغ غو مزدحمان بهم حيث الإشارات الروسية تفوق الإشارات الكورية. وقد تشكلت الجالية أولا في أواخر التسعينيات من قبل الباعة المتجولين من كازاخستان، وأوزبكستان، قرغيزستان، وتوركمنستانو من أماكن أخرى. وظهرت الشركات التجارية واكشاك تبادل العملات الأجنبية حتى الدكاكين لتصليح السيارات. وحول "دونغ داي مون"، ، يمكن أن تجد الأقراص المدمجة والأفلام والصحف والسجائر والمشروبات الكحولية من تلك البلدان، لكن العمل بطيئ في هذه الأيام. لأن ظهور الصين بشكل سريع جعل التجار الأجانب يسارعون إلى أسواقها. ولكن هناك مجموعة مكونة من 350 منغوليا تشكلت في المنطقة ذاتها . وقد أجرت هذه المجموعة ثمانية طوابق من عمارة المكاتب ، برج "كوم هو" الجديدة الواقعة في غوانغ هي 1-دونغ. وسيجد أي واحد كوري صعوبات في إجراءات العمل وبخاصة في أحد المطاعم والدكاكين ومستحضرات التجميل، ومراكز المكالمة الهاتفية الدولية أو الشركات التجارية في هذه المنطقة بدون معرفة اللغة والثقافة المنغولية. وصالون الحلاقة بأسلوب منغولي أصبح مكانا جذابا لأولئك الذين شردوا من بيوتهم مع لوحة إعلانات لتبادل المعلومات في كوريا. الجالية النيبالية في سوق "دونغ داي مون" في سونغ إن دونغ وتشانغ شين دونغ القريبان من محطة دونغ داي مون، هناك جالية نيبالية مكونة من 300 شخص. وتشتغل أغلبيتهم في المطاعم وأعمال ملحقات الأزياء وتعد "بوجا" و"هملايا" و"ناماست" من أشهر المطاعم النيبالية الشعبية عند المهاجرين النيباليين. وكذلك كانت هناك الفعاليات الفنية النيبالية بسيول بالإضافة إلى الحفلات الموسيقية. الأقليات بين الأقليات النايجيريون لم يكن هناك منطقة خاصة بهم، لكنهم بدأوا يشكلون منطقة خاصة لهم. ووبخاصة في الشقق الموجودة في شوارع إيتاوون المفضلة عند التجار الأفارقة. ويقدرمسؤول في مكتب يونغ سان غو أن 200 نايجيري يعيشون في المنطقة. وأضاف قائلا : في الليل يملئ النايجيريون الشارع، ويجتمع الكثير من الشباب لتشكيل مجموعة مساندة لكرة
القدم وكما هو الحال من الجاليات الأخرى، فإن صالونات الحلاقة، والمطاعم، والحانات والدكاكين الأخرى تجذبهم لمقابلة التفضيلات النايجيرية. وقال إمانويل، وعمره 35 سنة الذي فتح دكانا صغيرا خاصا بالسيارات المستعملة في إيتايوون وعمل في سيول ثلاث سنوات : أتغيب أحيانا عن بيتي ، لكني أكسب مالا جيدا هنا، وأنا محظوظ أيضا لأنني تعرفت على الأصدقاء الكوريين وكل أيام الأحد، يتحول شارع "داي هاك رو" القرب من كنيسة "هايهوا" الكاثوليكية إلى " مانيلا صغير" لأن الفلبينيين الذين يعملون في كوريا يجتمعون هناك. بالإضافة إلى الشعائر الدينية والنشاطات الاجتماعية، فإنهم يشتغلون في أغلب الأحيان في الأعمال التجارية وتجارة الصحف، والمسرحيات، والأفلام، وكذلك يبيعون التوابل والأشياء النادرة الأخرى. كما أن هذا المكان يعرض فيه الخضار والفواكه المستوردة من الفلبين مباشر. وبدأ الفلبينيون يتوافدون على الكنيسة بشكل مباشر منذ عام 1995. وبدأ الأزواج من الفلبينيين بتأدية صلاة بمساعدة راهبة كورية في كنيسة جاينغ الكاثوليكية الواقعة في كوانغ جين غو ودفعها حضورهم المستمر لإقناع الكنيسة الكبيرة في هايهوادونغ دونغ لتسليم وسائلها من الساعة 2 إلى الساعة 3 مساء كل يوم أحد لخدمة الفلبينيين.